المقدمة
إن موضوع المسابقة للعام 2022، سيكون بالتزامن مع عقد الأمم المتحدة استعادة النظم الإيكولوجية، بهدف تعزيز الاهتمام المستدام لجيل التجديد وإحياء النظم الإيكولوجية المستدامة في مختلف النواحي الحيوية والحياتية على كوكبنا.
بسمة بنت طلال 30 آذار،2022
تدعم النظم البيئية كل أشكال الحياة على الأرض، كلما كانت نظمنا البيئية صحية، كان الكوكب وسكانه أكثر صحة.
تقرير "حالة المناخ" العالمي يدق جرس الإنذار بخصوص تغير المناخ ومخاطره المستقبلية، فقد شهد عام 2021 أحداثًا مناخية قاسية وقاتلة في جميع أنحاء العالم، من حرائق الغابات الواسعة إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة وموجات الغبار، والأمطار الغزيرة، والفيضانات المدمرة.
على الرغم من حالة الإغلاق الشامل الذي فرضته جائحة "كوفيد-19" على جميع بلدان العالم، فإن مستويات غازات الدفيئة ظلت ترتفع، وعلى الرغم من ارتفاع هذه النسبة، فإن التقديرات تشير إلى أنها كانت ستزيد على ذلك بمقدار 7% لولا حالة الركود الاقتصادي التي شهدها عام 2020.
أكد تقرير الأمم المتحدة الخاص بالمناخ الصادر مؤخرًا، أن التغيرات المناخية أصبحت سريعة ومكثفة وواسعة الانتشار. وستواصل هذه التغيرات منحاها التصاعدي في المستقبل لتزيد من تأثيرها في حياة الإنسان عبر زيادة الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة.
يؤكد تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن مستوى الانبعاثات المستقبلية لغازات الدفيئة بسبب الأنشطة البشرية، سيحدد مدى ارتفاع في درجة الحرارة وشدة تغير المناخ والمخاطر المرتبطة به في المستقبل.
وإذا تواصل هذا الارتفاع، فإن تداعياته على دورة الماء الطبيعية وعلى الغطاء النباتي والمحيطات سيكون كارثيًّا عند ازدياد ذوبان الثلوج، وارتفاع مستوى البحر وموجات الحرارة الشديدة، والجفاف، والأمطار الغزيرة، والأعاصير المدارية، والفيضانات.
على الصعيد الوطني، فإن الأردن من أفقر دول العالم في موارد المياه، ولا نغفل دور الصراعات والنزاعات في الدول المجاورة، فولّد ضغطًا على جميع الموارد، فضلًا عن التغيرات الكبيرة في المناخ تتمثل في تغير درجات الحرارة وكميات هطول الامطار، ما يشكل خطرًا محدقًا بالنظم الطبيعية والبشرية في المملكة، بالإضافة الى التغير المتسارع في أنماط الإنتاج والاستهلاك، وعليه، نشير إلى نتائج مؤشر الأداء البيئي عام 2020 الصادر عن جامعتي "بيل" و"كولومبيا" وهو تقرير عالمي يقيم إنجازات الدول في ما يخص القطاع البيئي، حيث تظهر بيانات التقرير إحراز الأردن تقدما بنسبة 11.2% ، فقد شغل الأردن المركز 48 في الترتيب العالمي والمركز الثالث على مستوى الدول العربية، ومع ذلك علينا ألا نغفل التزام الأردن دوليًّا بناءً على اتفاقية باريس لتغير المناخ تخفيض 30% من انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2030، أما في ما يتعلق برصد الأولويات البيئية الوطنية، فقد شكلت السياسات البيئية العالمية مرجعًّا مهمًا لعملية التخطيط الإستراتيجي لدى وزارة البيئة، خصوصًا أجندة التنمية المستدامة 2030 واتفاق باريس للتغير المناخي، حيث تتقاطع أربعة أهداف من أجندة التنمية المستدامة 2030 مباشرة مع أعمال وزارة البيئة الإستراتيجية وتوجهاتها، وتشمل:
الهدف 12
الاسـتـــــهــلاك والإنتـــــــاج المســــؤولان "ضــــمـــــــان وجـــــود أنـــمـــاط إنتــــــاج واستهلاك مســـتدامـــة".
الهدف 13
العـمـــل المنـاخـــي" اتخـــاذ إجـــراءات عاجــلـة للـتصدي للتــغـــير المـنـــاخي وآثاره".
الهدف 14
الحياة تحت الماء "حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نــــحــــو مســتدام لتــحقيق التنــــميـــة المـــستدامــة".
الهدف 15
الحياة في البر "حماية النظم الإيكولوجية وترميمها وتعزيز استخـــــدامـها عــلــــى نــحـــــو مـستـــدام، وإدارة الغــــابـــــات بصــورة مستـدامة ومكافـحة التصــحـــر ووقـــــف تــــدهــــور الأراضـــــــــــــــــــي".
كل ذلك يقودنا الى التفكير العميق في الية تعاملنا مع البيئة وإعادة انشاء علاقة متوازنة مع النظم البيئية التي تدعمنا، فالحفاظ على النظم البيئية الصحية - على الرغم من أهميتها الحيوية - لم يعد كافيا الان. نحن نستخدم ما يعادل 1.6 من مساحة الأرض للحفاظ على أسلوب حياتنا الحالي. ولا تستطيع النظم البيئية مواكبة متطلباتنا. ببساطة نحن في حاجة الى المزيد من الطبيعة. فالطبيعة تتجدد باستمرار. في حين تقترب بعض النظم البيئية من نقطة تحول لا يمكنها التعافي منها، فيمكن للعديد من الأنظمة الأخرى الازدهار مرة أخرى إذا أوقفنا الضرر واستعدنا صحتها وتنوعها البيولوجي وانتاجيتها.
يعتمد البشر على النظم البيئية السليمة والمنتجة لتلبية حاجاتهم الأساسية، ولكن، لا يتم تلبية احتياجات كثير من الناس على نحو مستدام أو تلبيتها على الإطلاق.
يعاني 795 مليون شخص الجوع، ويعيش 1.2 مليار شخص في المناطق التي تعاني شح المياه، وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يستمر فقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظام البيئي أو حتى تسارعه. وبحلول عام 2030 ، سيتطلب العالم زيادة قدرتها 40 -50% من المياه، والأغذية، والطاقة، والأخشاب والألياف. والطريقة الوحيدة التي يمكننا بها تلبية هذه المطالب هي إدارة نظمنا البيئية بذكاء واستدامة.
إذا تواصلت زيادة عدد سكان العالم لتصل كما هو متوقع إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050 ، فإن ذلك سيتطلب وجود ثلاثة كواكب لتفي بمتطلبات أنماط العيش الجارية؛ حيث إن الحلول هي مسؤولية اجتماعية، لمواكبة حلول مستدامة للأجيال القادمة انطلاقًا من مبدأ "زرعوا فأكلنا.. فنزرع فيأكلون".
ومن هنا جاء اختيار استعادة النظم البيئية موضوعًا لفعاليات المسابقة لعام 2022 ، مناصرةً للحراك العالمي الذي أطلقته الأمم المتحدة عن طريق عقد الأمم المتحدة استعادة النظم البيئية، بهدف منع وعكس تدهور النظم البيئية للمساعدة في القضاء على الفقر ومكافحة تغير المناخ ومنع الانقراض الجماعي.
هل انتهيت من قراءة المادة العلمية يمكنك الآن تعبئة البيانات